قصر غمدان حقيقة تاريخية يلفها الغموض وتحيط بها الأساطير
أثار قصر غمدان بصنعاء وهو واحد من أكثر المعالم الأثرية ارتباطا بتاريخ اليمن القديم ولايزال الكثير من الجدل والاختلاف بين المؤرخين قديمهم وحديثهم وظل لغزا يصعب فك رموزه على الدوام لكنه رغم كل ذلك ظل حاضرا في وجدان ومخيلة اليمنيين الذين لا يترددون في تسمية أولادهم الذكور باسم هذا القصر التليد.
يسود اعتقاد واسع بان قصر غمدان الذي تتحدث عنه المصادر التاريخية كواحد من ابرز الفنون المعمارية والهندسية العجيبة في تاريخ اليمن القديم
تاريخ البناء
اختلف المؤرخون حول زمن بناء قصر غمدان لكن اغلب المصادر التاريخية تشير إلى أن الملك الحميري الشرح يحصب هو من بناه وذلك في القرن الأول الميلادي فيما تؤكد روايات أخرى أن بانيه هو سام بن نوح الذي سميت صنعاء باسمه قديماً وتقول هذه الرواية :ارتاد ” سام بن نوح ” البلاد فوجد اليمن أطيب مسكناً فوضع مقارنته، فبعث الله طائراً فاختطف المقارنة وطار بها فتبعه “سام” لينظر أين وقع فأم بها إلى يجوب من سفح نقم وطرحها على حرة غمدان فعلم ” سام ” أنـه قد أمر بالبناء هنالك فأسس غمدان) ومن تلك الروايات ما ذكره كل من ابن هشام وابن كثير واللذان أعادا بناءه إلى يعرب بن قحطان وأكمله من بعده “وائل بن حمير بن يعرب.
عجائب الهندسة المعمارية
عندما تشاهد القصر اليوم وهو يعلو التبة الشرقية للمدينة القديمة أو تتجول في داخل أبنيته المترامية الأطراف والمنحوتة بعضها في الأحجار الصماء تتأكد بأنك أمام هندسة معمارية فريدة وتاريخ جميل ينبض بالحياة
مواصفات متفردة
ويرجع أقدم ذكر لقصر غمدان في النقوش إلى عهد الملك السبئي شعرم أوتر ملك سبأ وذي ريدان في عام 220 للميلاد ويذكر الهمداني في كتابه الإكليل بأن قصر غمدان متعدد الطوابق ومزخرف بزخارف متنوعة منها تماثيل لطائر النسر وأخرى لأسود نحاسيه مجوفة خارجة صدورها فإذا هبت الرياح دخلت من مؤخرة التمثال وخرجت من فمه يسمع له زئير كزئير السباع وتماثيل الوعول ، وكانت بها ستور فيها أجراس إذا هبت الرياح وضربت الستور تسمع أصوات تلك الأجراس من مكان بعيد ، إلى جانب وجود الساعة المائية التي تقطر الماء لحساب الوقت ، وأشكال هندسية وفلكية في جدران القصور التي تمثل زينتها كرموز دينية تعبر عن قوة المملكة، كما كان يضم مصابيح للإضاءة ومحاط بالحدائق ونخلته المشهورة التي يتدلى سعفها في فناء القصر.
التراث الحي
رواية المطري وغيره الكثير من سكان صنعاء يصفها الباحث الحضرمي في حديثه لـ”دانة” بواحدة من الأساطير والخرافات التي أحاطت بقصر غمدان عبر التاريخ و لاتزال تٌحاك حوله الحكايات ومنها ما يتعارض مع العقل والمنطق لكن ورغم كل ذلك يظل قصر غمدان تراثا حيا على الواقع وفي أذهان اليمنيين واحد ابرز المعالم الأثرية في التاريخ اليمني قديمة وحديثه.