السوق‭ ‬المصرى‭ ‬في‭ ‬إسطنبول عندما‭ ‬تأسرك‭ ‬البهارات

السوق‭ ‬المصرى‭ ‬في‭ ‬إسطنبول عندما‭ ‬تأسرك‭ ‬البهارات

Loading

على طول أمتار تفوح رائحة التوابل الشرقية الممزوجة برائحة القهوة التركية، تقودك للبازار المغطى بمنطقة (إيمنونو – eminonu)، بجوار الجامع الجديد Yeni Camii والمعروف بالسوق المصري حيث تعتليه لافته مكتوب عليها Misir Carsisi.

رحلة عبر الزمن القديم تأخذك إليها أرضه الحجرية وقبابه المزخرفة وجدرانه العتيقة، بالإضافة للمنتجات العثمانية المطرّزة وزخرفة الفن العثماني والقناديل الملوّنة والمشغولات الفضية والنحاسية، كما يعد البازار المصري، ثاني أكبر بازار في أسطنبول بعد البازار الكبير Büyük Çarşı ، كما أنه ظل المركز الرئيسي لتجارة التوابل في تركيا بشكل عام، واسطنبول بشكل خاص لأكثر من قرنين.

لماذا سمى بالسوق المصري 

سمّي بالسوق المصري، عندما بدأت الدولة العثمانية في بناء الجامع الجديد وأنشأت السوق بجواره كوقف إسلامي، حيث ينفق من ثمن إيجاره على الجامع، ونشر المصريون تجارتهم في هذا السوق واعتمدوا في ذلك الوقت على الأقمشة والتوابل، وظلّ هذا السوق هو الأشهر في تجارة التوابل. وهناك رواية أخرى انه سمى السوق المصرى فى اول الامر باسم البازار الجديد ثم تحول هذا الاسم الى البازار المصرى حيث كلمة سوق محلى معناها بازار وذلك بسبب أن التوابل والقهوة وأغلب مايباع فية يأتى من أسيا والهند وشرق أسيا والصين بشكل غير مباشر حيث يمر أولا على مصر ومن مصر الى اسطنبول عن طريق البحر الابيض المتوسط لذلك سمى بالسوق المصرى بالرغم من وجود بائعين حاليين مصريين قليلينٍ فيه.

تاريخه

تم الانتهاء من بناء السوق عام 1664، كجزء من مسجد يني Yeni Camii، حيث كان الهدف الأساسي من بنائه هو توفير الأموال اللازمة لصيانة هذا المسجد، في البداية أطلق على السوق اسم البازار الجديد yeni çarşı ولكن اعتمدت فيما بعد تسمية البازار المصري بسبب استيراد القهوة والتوابل من الهند وجنوب شرق آسيا إلى مصر ومنها إلى إسطنبول عن طريق البحر الأبيض المتوسّط.

خلال عام 1947 قامت الحكومة التركية الحديثة بإجراء تعديلات عليه، حيث كان السوق لوقت طويل متخصصًا في بيع التوابل والأدوية العشبية فأضافت بعض المواد الغذائية الأساسية وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

البازار بأكمله يأخذ شكل حرف L ويتألف من 88 حجرة مقبّبة، 21 منها مخصّصة لبيع الذهب والنحاسيات و10 للهدايا والكماليات، و4 للألبسة، والباقي للبهارات والأعشاب والتوابل والمكسرات والجبن والنقانق والفواكة المجفّفة والمربى والبذور .

منتوجات نادرة

لدى زيارتك للسوق المصري، ستجده يعجّ بالزوّار المحليين والسائحين وأصحاب المتاجر وسط مجموعة مذهلة من الألوان والروائح المنبعثة من الأعشاب المجفّفة والنباتات المتنوّعة والنادرة التي تحقّق رغبتك الاستكشافية وأيضًا تمدك بفرصة تجربة الطب البديل من خلال توفر الكثير من الأعشاب العلاجية الغريبة التي تمّ اختبار فعاليتها عبر قرون.

سترى أيضًا، جميع أنواع منتجات التجميل ذات المصادر الطبيعية كالحناء والإسفنج الطبيعي والزيوت وماء الورد، بالإضافة إلى الكثير من المساحيق التي كانت تستخدم في الحمّامات التركية كوسائل لتنقية البشرة والعناية بها.

سوف تلاحظ أن معظم البائعين في هذا السوق يتكلّمون العربية بشكل متوسّط وبعض اللغات الأخرى، وذلك بسبب عدد السياح الكبير لهذا السوق، مما يمكنهم من التعامل مع الزبائن بشكل أفضل وأسهل.

السوق الموازي

بعد أن يغلق السوق المصري أبوابه في الساعة السادسة، ومع قدوم الليل يحضر باعة جائلون بضاعتهم خلف الجامع، تشبه بضاعة السوق المصري ولكن بثمن زهيد يقلّ إلى النصف أو يزيد، يقول محمد عمر أنه يذهب لهذا السوق ليحضر المشغولات والأواني الفضية، حيث اشترى من الباعة المخالفين طقم فناجين من الفضة بـ 35 ليرة تركية، بينما يباع الطقم نفسه داخل السوق المصري بـ250 ليرة، مضيفًا أن هذا السوق لا يعرفه إلا القليل وخاصّة المقيمين داخل البلد، فالسيّاح لا يعرفون طبيعة الأسعار هنا، ويعتبرون أنفسهم حصلوا على منتج وسعر مميز وقد يحصلون على مثله وبسعر أقل.